"مكافحة الشيوعية"
الغزو المشترك لاسبانيا اصبح دافعا لتشكيل حلف الماني ايطالي، وفي 25 تشرين الاول سنة 1936 تم في برلين عقد حلف عسكري سياسي بين المانيا وايطاليا يعرف باسم "محور برلين روما"، وبعد مرور شهر من ذلك وقّع الامبرياليون الالمان واليابانيون "الحلف المعادي للكومنترن" وتحت راية مكافحة الشيوعية العالمية وضعت الدول العدوانية النازية الفاشية نصب اعينها هدف القضاء على قوى السلم والدمقراطية، وكذلك الفوز بالسيطرة على العالم وفي وقت لاحق انضمت ايطاليا ايضا إلى "الحلف المعادي للكومنترن".
بعد الحرب العالمية الاولى وخاصة في الثلاثينيات من القرن الماضي بدأ يتلبد جو العالم بغيوم انذرت بخطر الحرب حيث ادى انتقال المانيا وايطاليا واليابان نحو طريق الاستعداد المستعجل للحرب إلى تفاقم الخطر على قضية سلام وامن الشعوب وكانت الامبريالية الالمانية تتسلح بنشاط خاص، وفي 19 تشرين الاول/اكتوبر سنة 1933 خرجت المانيا من عصبة الامم التي كانت المساهمة فيها تقيد إلى حد ما ايادي الفاشست وخرقت البنود الحربية من معاهدة صلح فرساي بسهولة مثلما تمزق الورقة المهملة، وبرأيي هذا ما تفعله اسرائيل منذ قيامها وحين رفضت قرارات الامم المتحدة بخصوص عودة اللاجئين الفلسطينيين وحتى الآن من خلال استمرار الاحتلال والاستيطان الكولونيالي للاراضي المحتلة في الضفة الغربية.
في آذار سنة 1935 ادخلت الحكومة الهتلرية رسميا نظام الخدمة العسكرية الالزامية الشاملة لكي تعجّل من تأسيس جيش نظامي قوامه 500 الف شخص، وكذلك فقد قامت علنا بسباق التسلح واسست اضخم ماكنة حرب في العالم واذا كانت المانيا الفاشية تشكل مصدر الخطر الحربي الاساسي في اوروبا فان الاوساط العسكرية اليابانية كانت مصدره الثاني ولكن في الشرق الاقصى. فبعد احتلال المناطق الشمالية الشرقية من الصين بدأت اليابان بالاستعداد لمغامرات عسكرية جديدة، وتضمنت مخططات العسكريين اليابانيين توسعا كبيرا ضد الصين وغيرها من البلدان الآسيوية غير ان الجنرالات اليابانيين كانوا يرون في الاتحاد السوفييتي عدوهم الرئيسي.
وكانت اهداف ايطاليا الفاشية هي الاخرى تتمخض عن مخططات توسعية فحكومة موسوليني كانت تحلم بتحويل البحر الابيض المتوسط إلى "بحيرة ايطالية" وببعث ايطاليا بحدود الامبراطورية الرومانية العظمى وكان من اقرب اهدافها احتلال الاراضي الواقعة في شرق افريقيا وقبل كل شيء اثيوبيا (الحبشة).
وهكذا فان المانيا الهتلرية وايطاليا الفاشية واليابان التي تسلطت عليها النزعة العسكرية تقدمت علنا بمطاليب اقليمية توسعية مهددة بذلك شعوب اوروبا وآسيا. وقد تسترت هذه الدول على سياستها العدوانية بضرورة "مكافحة الشيوعية العالمية" واقنع هتلر سفراء الدول الاجنبية بانه مستعد لضمان حدود الدول المجاورة لالمانيا ما عدا الاتحاد السوفييتي، كما ان وعوده بتوجيه السلاح نحو الشرق وخاصة نحو الاتحاد السوفييتي وضده اثرت تأثيرا سحريا على حكومات البلدان الغربية.
وهكذا خيم شبح الحرب الرهيب على العالم وهذا ما تفعله الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية وحكام اسرائيل في عصرنا الحاضر، فالايديولوجية الرأسمالية اليمينية المتمثلة بالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة – كهنة الحرب – واليمين الصهيوني العالمي يمثلون العنصرية والفاشية والنازية الجديدة في عصرنا الحالي فما الفرق بين الشعب الالماني الآري الارقى وبين القانون الاسرائيلي الجديد حول يهودية دولة اسرائيل وخصوصية الشعب اليهودي المميز. برأي كاتب هذه السطور، هذه السياسات هي نازية جديدة وكأن هتلر لم يمت بل ترك من يستمر بهذه السياسات العدوانية الحربية في عصرنا الحاضر. وفي ذلك الوقت أي ثلاثينيات القرن الماضي تابعت بقلق شعوب الكثير من البلدان تطور الاحداث كما اعربت عن وقوفها ضد الحرب وضد السياسة العدوانية للدول الفاشية ولم يكن باستطاعة الدول الحاكمة لبلدان اوروبا الغربية ان تغض النظر عن مطالب الجماهير، لذلك اعلن القادة السياسيون لانجلترا وفرنسا ان هدف سياستهم الخارجية هو منع وقوع الحرب عن طريق تهدئة المعتدي، ولكن في حقيقة الامر منذ تولي هتلر السلطة عدته كل من الولايات المتحدة وفرنسا وانجلترا، كما قال احد الاساقفة الالمان "افضل عائق امام البولشفية" وأمدوه بالسلاح والمال (فأمدته فرنسا بالحديد لصناعة مدافعه حتى عام 1938، وانجلترا تفاوضت معه حول القروض حتى عام 1939، والولايات المتحدة احتفظت بسفيرها فيسش). بالاضافة إلى ذلك استسلمت الدول الغربية الامبريالية لكل مطالبه فسمحوا له بدون تدخل منهم باحتلال اقليم بوهيميا وتفتيت تشيكوسلوفاكيا وضم النمسا اليه.
سياسات تهدئة عدوانية المانيا النازية ادت من حيث الواقع إلى تشجيع المساعي العدوانية للدولة النازية. في مثل هذا الوضع الدولي بادرت الحكومة السوفييتية باقامة نظام أمن جماعي كان يجب ان يصبح حماية مضمونة بوجه المعتدي النازي الفاشي. وفي 15 ايلول سنة 1935 توجه نحو 30 عضوا في عصبة الامم إلى الحكومة السوفييتية بدعوة للانضمام إلى عصبة الامم، واجابت الحكومة السوفييتية بالموافقة وبعد ثلاثة ايام وافقت الجمعية العمومية لعصبة الامم بالاغلبية الساحقة من الاصوات على عضوية الاتحاد السوفييتي ومنحته كدولة عظمى مقعدا دائما في مجلس عصبة الامم. وقد حاول الاتحاد السوفييتي تحويل هذه المنظمة الدولية إلى عامل لدعم السلام ولكن الوضع العالمي في ذلك الوقت استمر في التأزم، ففي تشرين الاول سنة 1935 قام الجيش الايطالي بغزو اثيوبيا دون اعلان حرب، وفي آذار سنة 1936 ادخلت المانيا الفاشية قواتها إلى منطقة الراين المنزوعة السلاح.
وفي صيف نفس السنة تدخلت حكومتا المانيا وايطاليا في الشؤون الداخلية لاسبانيا، اذ ساندتا التمرد الفاشي الذي قام به فرانكو ضد الحكومة الجمهورية للجبهة الشعبية، وبعد مرور وقت قصير اتخذ التدخل طابع الغزو المسلح العلني. كان ذلك "اختبار للقوى" قبل البدء بحرب كبيرة، وتضرجت الجمهورية الاسبانية بالدماء تحت وطأة ضربات الغزاة الالمان والايطاليين، غير ان الدول الغربية اتخذت موقف "عدم التدخل" تجاه ما يحدث في اسبانيا وبالنتيجة اطيح بالحكومة الشرعية للجمهورية الاسبانية واستحوذت الطغمة الفاشية في اسبانيا على السلطة.
ان الغزو المشترك لاسبانيا اصبح دافعا لتشكيل حلف الماني ايطالي، وفي 25 تشرين الاول سنة 1936 تم في برلين عقد حلف عسكري سياسي بين المانيا وايطاليا يعرف باسم "محور برلين روما"، وبعد مرور شهر من ذلك وقّع الامبرياليون الالمان واليابانيون "الحلف المعادي للكومنترن" وتحت راية مكافحة الشيوعية العالمية وضعت الدول العدوانية النازية الفاشية نصب اعينها هدف القضاء على قوى السلم والدمقراطية، وكذلك الفوز بالسيطرة على العالم وفي وقت لاحق انضمت ايطاليا ايضا إلى "الحلف المعادي للكومنترن".
هكذا تولد بنتيجة سياسة الدول الغربية التي سعت إلى "تهدئة" المعتدين وضع دولي متوتر وخيم يهدد باندلاع حرب عالمية جديدة، ان سياسة الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا ادت إلى ان تقوم الدول الفاشية بأعمال الاعتداء الواحد تلو الآخر بدون أي رادع، وفي سنة 1938 احتل الهتلريون النمسا وادمجوها في قوام الامبراطورية الالمانية ثم تبعت ذلك مخزان ميونيخ. فتشجيعا للعدوان الفاشي في اوروبا اقدمت حكومتا انجلترا وفرنسا على التواطؤ مع المانيا النازية وايطاليا الفاشية اذ اتفق تشمبرلن رئيس وزراء انجلترا ودالاديه رئيس وزراء فرنسا في تشرين الاول سنة 1938 مع كل من هتلر وموسوليني في ميونخ على تقسيم تشيكوسلوفاكيا وتسليم جزء من اراضيها إلى المانية الهتلرية، ان تواطؤ ميونخ اطلق نهائيا ايادي المعتدين، وعلى هذا النحو ترتب وضع مقلق جدا على الحدود الغربية للاتحاد السوفييتي.
اورد الكاتب الصحفي البولندي اندرو ناغورسكي في كتابه المعركة الكبرى الصادر عام 2007 ان ادولف هتلر قد افصح عن نيته في توجيه ضربة حاسمة للاتحاد السوفييتي خلال حواره مع مبعوث عصبة الامم في ذلك الوقت، السيد كارل ياكوب بوركهارت في 11 آب عام 1939 بقوله: "كافة التدابير موجهة اساسا ضد الروس، وإن كان الغرب بهذا الحمق ليعجز عن ادراك ذلك، فسأضطر لمهادنة الروس حتى اقضي تماما على الغرب، وبعدها اوجه كل القوات ضد الاتحاد السوفييتي بدءا باوكرانيا لتأمين الغذاء لافراد الجيش، فلا يتضورون جوعا كما حدث في الحرب الاخيرة. كانت ميونخ رمزا لكل التنازلات من قبل دول الغرب يحدوهم الامل الواضح في تحويل شهوة الوحش النازي إلى الشرق والاتحاد السوفييتي. وهؤلاء الذين شاركوا في ميونخ ساندتهم الديكتاتورية البولندية في منع الاتحاد السوفييتي من المرور عبر اراضيها لمواجهة المانيا النازية الهتلرية قبل ان يصل إلى الحدود الروسية بعد غزوه بولندا، فلم يعد امام ستالين لكيلا يضطر إلى مواجهة كل الثقل الالماني الذي اصبح تقدمه مسألة وقتية الا ان يكسب بعض الوقت عن طريق توقيع معاهدة عدم اعتداء مماثلة لتلك التي وقعت في ميونخ، من اجل ان يستعد لحرب لم يعد من الممكن تفاديها.
اما بالنسبة للولايات المتحدة فلقد حدد السناتور ترومان الذي اصبح بعد سنوات قليلة رئيسا للولايات المتحدة، الخط الدائم للسياسة الامريكية: "اذا ضعف الاتحاد السوفييتي يجب مساعدته، واذا ضعفت المانيا فيجب مساعدتها، المهم ان يدمر بعضهما بعضا".
وهنا يجب ان نذكر الحادث التاريخي التالي بانه عندما قام الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي بقراءة تصريحات ترومان هذه في اذاعة راديو فرنسا في الجزائر حيث كان رئيس تحرير الاخبار الصباحية المقروءة منذ الافراج عنه من معسكر الاعتقال، طرد من منصبه بأمر من الممثل الامريكي مورفي برغم موافقة الجنرال ديغول على النص، ولقد تحققت دعوات ترومان بشكل جعل الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية تزدهر اقتصاديا بسبب خطة مارشال التي جعلت من اوروبا المدمرة بعد الحرب والآن عميلا لامريكا. اشار ادولف هتلر في كتابه "كفاحي" على ضرورة اتباع سياسة الليبنسراوم والتي تنص على ايجاد اراض جديدة للاستيطان الالماني في شرق اوروبا وروسيا بالتحديد، مؤكدا على ضرورة سيادة الجنس الالماني على سائر الاجناس المستوطنة لتلك المناطق وتهجير سكانها الاصليين إلى سيبيريا مع الابقاء على المناسبين منهم كعمال سُخرة، وبالنسبة للمتشددين النازيين الالمان امثال هاينريش هيملر كانت الحرب الالمانية النازية ضد الاتحاد السوفييتي بمثابة الصراع الايديولوجي بين النازية والشيوعية مع ضمان السيادة للاوبرمينش الجرماني او الانسان الخارق وبخاصة الآري على السلافي.
وهنا اقول بان هذه الطروحات والمفاهيم النازية لا تختلف عن المفاهيم الصهيونية مثل مفاهيم "شعب الله المختار" او "الشعب المميز" وما تم ارتكابه من عملية التطهير العرقي لفلسطين عام 1948 مطابق لمفاهيم وطروحات النازية بترحيل الروس إلى سيبيريا. من جانبه اعطى هتلر وصفا فريدا للحرب، واصفا اياها بحرب الابادة من الناحية العرقية والايديولوجية والتي ستفتح المجال على مصراعيه لتنفيذ الخطة الرئيسية للشرق والتي يتم بمقتضاها تهجير جزئي للغالبية من سكان المناطق المحتلة في شرق اوروبا والاتحاد السوفييتي إلى غرب سيبيريا، بينما يستعبد الباقون كعمال سخرة يتم التخلص منهم تلقائيا بعد توطين السكان الالمان في المناطق المحتلة.
ومنذ سنة 1939 بدأت الدول الفاشية العدوانية علنا بسلوك طريق اشعال نيران الحرب، وفي ربيع عام 1939 احتل الهتلريون تشيكوسلوفاكيا بعد ان اخلّوا غدرا باتفاقية ميونيخ، وفي آذار سنة 1939 اقتطعوا من ليتوانيا ميناء كلايبيدا وجزءا كبيرا من الاراضي المحيطة به، وفي نيسان سنة 1939 هجمت ايطاليا الفاشية على البانيا واحتلتها.
ان الطغمة النازية الفاشية كانت تعتبر اعمالها العدوانية ضد الدول الاوروبية بمثابة اجراءات تمهيدية لتوجيه الضربة إلى الاتحاد السوفييتي، والحكومة السوفييتية ذادت بثبات وتوال عن قضية السلام في ظروف الخطر الحربي المتزايد وكانت جهود السياسة السوفييتية الخارجية موجهة نحو منع وقوع الحرب وردع المعتدين وخلق نظام امن جماعي دولي، وقد اتخذ الاتحاد السوفييتي كل التدابير من اجل رص صفوف القوى الدمقراطية للدول المحبة للسلام في نضالها ضد خطر الحرب. كما ان الاتحاد السوفييتي قدم مساعدة نشيطة لحكومة اسبانيا الجمهورية وللشعب الاسباني في حربه ضد المعتدين الايطاليين والالمان، وعندما سلم الحلفاء الغربيون تشيكوسلوفاكيا بنتيجة تواطؤ ميونخ إلى الغزاة الفاشست لتقاسي من التعذيب والنهب، عرض الاتحاد السوفييتي على الحكومة التشيكية مساعدة عسكرية مباشرة من اجل النضال ضد النازية والفاشية، غير ان الاوساط الحاكمة في تشيكوسلوفاكيا رفضت مساعدة الاتحاد السوفييتي وحكمت على بلادها بالعبودية الفاشستية.
وتحت ضغط الرأي العام في انجلترا وفرنسا الذي كان مستاء من سياسة تشجيع العدوان، لجأت حكومتا هذين البلدين إلى المناورات السياسية واعلنتا انهما غير مستعدتين للتعاون مع الاتحاد السوفييتي، واعلنت الحكومة السوفييتية من جانبها عن استعدادها للبدء بمحادثات حول عقد اتفاقية مساعدة متبادلة وتحديد التدابير الملموسة لمنع الاعتداء، ولغرض اجراء المحادثات فوضت اكبر الشخصيات المسؤولة فكان الوفد السوفييتي يتألف من فوروشيلوف وزير الدفاع وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية، وجدانوف سكرتير اللجنة المركزية للحزب، وشابوشنيكوف رئيس الاركان العامة للجيش الاحمر. اما حكومتا انجلترا وفرنسا اللتان وافقتا شكليا على اجراء مثل هذه المحادثات، فقد عملتا في الواقع كل ما في وسعهما من اجل احباطها.
فاعضاء الوفد العسكري الانجلو – فرنسي سافروا إلى الاتحاد السوفييتي عن طريق البحر وبواسطة سفينة حربية قديمة، وبعد ان وصلوا إلى موسكو اتضح انهم لا يملكون صلاحيات عقد الاتفاقية المناسبة والى جانب ذلك تبين في اثناء المحادثات ان حكومتي انجلترا وفرنسا كانتا عازمتين على الحصول من جانب الحكومة السوفييتية فقط على ضمانات دون ان تتعهدا بدورهما في الواقع بأية التزامات تجاه الاتحاد السوفييتي. وما تفعله الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا ضد الشعب السوري وضد الموقف الروسي المثابر من اجل حل سياسي في سوريا بهدف افشال مؤامرة تقسيم سوريا إلى دويلات، يذكرنا بان الغرب الامبريالي مستمر في تآمره على الشعوب المضطهدة وفي التآمر على الدور الايجابي لروسيا في المنطقة وعلى السلام ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط لا بل التآمر على السلام العالمي، وتهديدات اسرائيل العدوانية الاستباقية الحربية ضد سوريا وايران هي اكبر دليل على عدوانية الغرب واسرائيل وعلى ان الافكار النازية والعنصرية ستبقى دائما من افرازات المجتمع الرأسمالي، وخاصة في اعلى مراحل تطوره العسكري الامبريالي، وهذا الغرب الامبريالي يرى في اسرائيل كقاعدة عدوانية امامية تخدم مصالح الامبريالية والصهيونية.
ولقد بين سير المحادثات في ذلك الوقت أي في ثلاثينيات القرن الماضي بين الاتحاد السوفييتي وانجلترا وفرنسا بوضوح تام ان حكومتي انجلترا وفرنسا لا تفكران بأية اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي، وفي نفس الوقت بدأت الحكومة الانجليزية بمحادثات سرية مع المانيا النازية اعارتها اهتماما كبيرا، وكان واضحا ان حكومتي انجلترا وفرنسا تحاولان التواطؤ مع المانيا ودفعها إلى الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، وهكذا في فجر حزيران سنة 1941 قامت المانيا الفاشية بهجوم مباغت غادر على الاتحاد السوفييتي.
وأحدق بالبلاد خطر رهيب اذ كانت المسألة بالنسبة للدولة السوفييتية في الحرب التي بدأت هي مسألة حياة او موت، مسألة بقاء شعوب الاتحاد السوفييتي حرة او وقوعها في براثن العبودية النازية الفاشية.
بمناسبة ذكرى النصر على النازية: تاريخ الحرب الوطنية العظمى
17 تموز/يوليو 2018, 8:13 am كتبه د. خليل اندراوس
نشر في
مقالات
موسومة تحت