عنق الزجاجة
سارع ترامب في الفترة الاخيرة للهرب وسريعا من عنق الزجاجة التي حوصر فيها على ارض الشام تاركا الارهابيين يواجهون مصيرهم بالاقتتال الثنائي والمتعدد والتي لا بد وان تؤدي إلى تصفية بقايا هذه الحملة الشيطانية على سوريا وفبركات استخدام السلاح الكيميائي من قبل الجيش العربي السوري هدفها ابقاء امريكا في سوريا ولكن بقاءها سيكون اسوأ من البقاء في عنق الزجاجة المحاصر بها في سوريا.
الحرب على سوريا هي حرب امبريالية صهيونية وهابية كونية ارادت ان تمزق سوريا الشعب والوطن ولكن الانتصارات الاخيرة للشعب السوري البطل وللجيش السوري المقدام في الغوطة الشرقية وبدعم روسيا وايران وحزب الله وكذلك الصين، وضعت النقاط على حروف انتصار هذا المحور المناهض للهيمنة الامبريالية الصهيونية الوهابية على المنطقة.
فمن انتصارات حلب إلى دوما وصمود دمشق تم رسم المسار الذي ستتخذه كل اجتماعات الوفود الاقليمية والدولية التي ستشارك في رسم لوحة شرق اوسط مقاوم ومنتصر على الثالوث الدنس الامبريالي الصهيوني الوهابي لا بل رسم لوحة لعالم جديد سيكون تاجه وقمة انسانيته على مستوى العالم العربي والاسلامي وكذلك العالمي الشعب السوري البطل والشعب الروسي الذي يمارس دوره الايجابي والثوري ليس فقط في سوريا وانما في العالم اجمع سوية مع الشعب الصيني. فإرهابيو جماعة "جيش الاسلام" في دوما يعيشون حالة من الانهيار والانكسار والتقهقر امام ضربات الجيش السوري وحلفائه في معقلهم الاخير في مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق، ولذلك نرى الاذرع الاعلامية لأمريكا واسرائيل لا بل كل الغرب الامبريالي والاذرع الاعلامية لتنظيم ما يسمى زورا وبهتانا بـ "جيش الاسلام" تستعيد فبركات السلاح الكيميائي لاتهام الجيش السوري في محاولة مكشوفة وفاشلة هادفة عرقلة تقدم وانتصارات هذا الجيش المحرر لتراب بلاده ووطنه من الارهابيين الذين يدعون الاسلام وهم في الحقيقة مرتزقة للامبريالية العالمية والصهيونية العنصرية والوهابية العميلة.
وفي الفترة الاخيرة زعمت وسائل الاعلام الغربية الامبريالية والعربية الرجعية المتآمرة والخائنة والمعروفة بدعمها للارهابيين بان الجيش السوري استخدم اسلحة كيميائية في مدينة دوما خلال عملياته في الرد على الاعتداءات التي نفذها التنظيم الارهابي على احياء متفرقة من دمشق ومحيطها. ولكن الحقيقة هي بان الجيش السوري يتقدم بسرعة وبارادة وتصميم بهدف حسم المعركة في الغوطة الشرقية وهو ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية كما تدعي وتفبرك وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية والعربية الرجعية.
هذه المسرحيات الاعلامية الكيميائية لم تنفع في حلب ولا في بلدات الغوطة الشرقية ولن تنفع الارهابيين ورعاتهم من امبريالية امريكية وصهيونية عالمية وسعودية وهابية، لأن الدولة السورية وبدعم مطلق روسي ايراني مصممة على انهاء الارهاب في كل شبر من اراضيها وكما قال بشار الاسد كل تقدم وتحرير متر واحد من الارض السورية هو بمثابة خلق لتوازن جديد ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط لا بل في العالم اجمع. فحديث وسائل الاعلام يوم الاحد 8/4/2018 هو مسرحية هدفها انقاذ الارهابيين وخلق تبريرات مجرمة من قبل السعودية واسرائيل وامريكا للقيام بعدوان عسكري امريكي على سوريا، وإبقاء التواجد الامريكي في الاراضي السورية بطلب وتمويل سعودي ودعم اسرائيلي ولكن خطوة من هذا النوع ستؤدي إلى ازمة وصراع سياسي وعسكري على مستوى عالمي وسيكون الفشل حليف هذا الثالوث الدنس الامبريالي الصهيوني الوهابي، فالشعب السوري قادر على الصمود والتحدي والانتصار في واحدة من اهم معارك التحرير الكبرى ضد النازية الحديثة المتمثلة بالثالوث الدنس الامبريالي الصهيوني الوهابي، التي حاولت بوساطتها اجتياح منطقة الشرق الاوسط وتمزيقه إلى دويلات على اساس اثني طائفي خدمة لمصالح اسرائيل. نعم لقد سقط هذا المشروع الجهنمي الشيطاني البربري على رؤوس اصحابه.
لقد سارع ترامب في الفترة الاخيرة للهرب وسريعا من عنق الزجاجة التي حوصر فيها على ارض الشام تاركا الارهابيين يواجهون مصيرهم بالاقتتال الثنائي والمتعدد والتي لا بد وان تؤدي إلى تصفية بقايا هذه الحملة الشيطانية على سوريا وفبركات استخدام السلاح الكيميائي من قبل الجيش العربي السوري هدفها ابقاء امريكا في سوريا ولكن بقاءها سيكون اسوأ من البقاء في عنق الزجاجة المحاصر بها في سوريا.
وامريكا التي تمهد للعدوان على سوريا باختلاق قصة استعمال السلاح الكيميائي من قبل الجيش السوري في دوما ستدفع ثمنا غاليا لسياساتها الفاشلة وسيفشل العدوان الامريكي امام صمود الشعب السوري ودعم محور المقاومة المتمثل بالصين روسيا ايران وحزب الله. وهنا لا بد وان نتذكر توسل والد الامير محمد بن سلمان السعودي الذي توسل إلى اوباما سيده السابق بارسال كتائب واسراب من الطائرات الامريكية الرابطة في قاعدة العيديد بقطر بهدف اسقاط الدولة الوطنية السورية وانه أي ملك السعودية والد الامير محمد بن سلمان مستعد للمساهمة باسقاط الاسد من خلال قوات برية يرسلها من الرياض، فإذا بهذا الابن يتوسل لترامب بان لا يسحب القوات الامريكية بشكل فوري من سوريا بل ابقاءها أي ابقاء القوات الامريكية على الارض السورية سنة أخرى او اكثر، وهذا يشير إلى حالة الخوف والرعب التي يعيشها حكام السعودية بسبب الكارثة التي تلحق بهم وبمنظماتهم الارهابية وبأسيادهم الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية وربيبتهما اسرائيل، علاوة على التخبط الذي يعيشه محمد بن سلمان شخصيا والنظام السعودي عامة وخاصة فشله الذريع في حربه التدميرية ضد الشعب اليمني الصامد والمنتصر لا محالة، والذي يحاول تغطيته من خلال تصريحات الخيانة حول حق اسرائيل بالعيش بسلام في حين كل شعوب العالم تعرف بان اسرائيل هي دولة محتلة ومغتصبة تمارس الاحتلال والتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني وتمارس كدولة سياسة الارهاب الرسمي ضد الشعب الفلسطيني عامة وضد سكان غزة خاصة، وضد سكان غزة خاصة وجرائم الاحتلال الاخيرة ضد الشعب الفلسطيني الذي يمارس اساليب النضال الشعبي ضد الحصار البربري لأكبر دليل على ان حكام اسرائيل هم من يرفضون السلام العادل ويرفضون حتى اقتراحات السلام العربية والتي وقعت عليها 22 دولة عربية بما في ذلك السعودية.
ولم يبق لهذا الامير الذي يمارس العديد من الممارسات البهلوانية الا ان يشرب القهوة المرة في احد مقاهي ستاربكس! الكل يتذكر بان هذا الامير السعودي تبجح قبل فترة بانه سينقل الحرب والمعركة إلى الداخل الايراني، وفي الايام الاخيرة يتحدث عن احتمالية الحرب، وليس حتميتها مع ايران وخلال عشرة إلى خمسة عشر عاما المقبلة، وكأنه يطبق المثل القائل: "الهرب ثلثا المراجل"، وهروب هذا النظام السعودي يجري وبسرعة الطيران إلى الاتجاه الخاطئ إلى اسرائيل معتقدا انها ستحميه وتحمي نظامه الفاسد من خطر ايراني يتوهمه النظام السعودي ويستخدمه اسياده في اسرائيل والولايات المتحدة كفزاعة يبتز من خلالها اموال الشعب السعودي لا بل اموال الشعوب العربية وهذا الابتزاز الامريكي لا يعرف أي حدود وخاصة في فترة رئاسة ترامب وذلك بدليل تذكيره لهؤلاء الملوك البائسين حكام السعودية والخليج العربي لا بل الخليج الامريكي بان الولايات المتحدة خسرت سبعة تريليونات دولار في حروبها في الشرق الاوسط مع تذكير حكام الرياض بان اسقاط الدعوى المقامة على قاعدة قانون مكافحة الارهاب في امريكا ضد الحكومة السعودية لم تسقط بعد أي ان على السعودية دفع تعويضات تصل قيمتها إلى ستة تريليونات دولار أي اقل ما يطالب به ترامب بقليل.
وليس من المستبعد ان تقوم الولايات المتحدة واسرائيل بمطالبة حكام السعودية قريبا بتعويضات عن املاك وخسائر يهود خيبر منذ صدر الاسلام وحتى الآن، وقد تطلب منكم اسرائيل دفع مبالغ طائلة لها أي لهذه الدولة العدوانية العنصرية الشوفينية المتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني عندما سترفعون علمها في الرياض رسميا. وهنا لا بد وان اذكر كتاب "لعبة الشيطان" لمؤلفه روبرت دريفوس وهو من اشهر المحللين السياسيين الامريكيين وله كتب عديدة عن المخابرات الامريكية وعن شبكات الارهاب العالمية، في هذا الكتاب فصل كامل تحت عنوان "الحرب ضد ناصر ومصدق" يكشف الكتاب عن محاولات وكالة المخابرات الامريكية ازاحة كل من عبد الناصر في مصر ومصدق في ايران من السلطة.
ويقول الكتاب ان جهازي المخابرات الامريكي والانجليزي قد اعتمدا بصورة اساسية على جماعة "الاخوان المسلمون" واستخدامها كمخلب قط في الاطاحة بعبد الناصر وهذا يعكس بداية لسلسلة من الاخطاء لا بل الجرائم التي ارتكبتها امريكا في العالم العربي والاسلامي منذ ذلك الوقت وحتى الآن، حيث انها تلجأ للحركات الدينية المتطرفة الاسلامية من اجل الاطاحة بمن لا ترغب فيهم من الحكام ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن كانت النتيجة ان الجن يخرج من القمقم وينقلب السحر على الساحر، فأمريكا وبالتعاون مع السعودية الوهابية والصهيونية العالمية حرّكت الحركات الرجعية الاصولية والتطرف الاسلامي ضد الزعماء الوطنيين ليس فقط في مصر وايران واندونيسيا وافغانستان والآن في سوريا ولكن هذه الحركات المتطرفة الارهابية سيتم القضاء عليها في سوريا ولكن ستبقى التحدي الاكبر لاوروبا وامريكا واسرائيل.
وعلى السعودية واسرائيل والولايات المتحدة ان يدركوا الامر الواقع الموضوعي الجديد وهو ان زمن تفوق اسرائيل قد ولى إلى غير رجعة تماما كما ولى عهد احادية القطبية في العالم، وانتصار الشعب السوري ومحور المقاومة وحفاظه على وحدة الوطن ستؤدي إلى القضاء على "الجن" الارهابي الوهابي المتطرف وسيحطم القمقم ويقضي على سياسات دول السحر – الشيطاني – الولايات المتحدة واسرائيل. وفي النهاية تسلط صحيفة نيويورك تايمز ضوءها هذه الايام على مشتريات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والتي تحمل طابع "الاغلى في العالم وكان آخرها شراء قصر بمبلغ مليار و300 مليون دولار وكان قبلها اشترى يختا بقيمة نصف مليار دولار ولوحة للرسام الايطالي ليوناردو دافنشي بقيمة 450 مليون دولار هذا المتشري الذي هو ذاته الذي يتبنى سياسة التقشف الكاذبة في بلاده، فهذا الامير يحاول ان يبني لنفسه صورة الاصلاحي المحارب للفساد ولكن ممارسته على ارض الواقع تضرب هذه الصورة التي يحاول ان يبنيها عن نفسه، ومن يقوم بهذه الاعمال من شراء قصور ويخت ولوحات، ماذا قدم لمحاصري قطاع غزة الجياع وفقرائه؟ ماذا يفعل من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي؟ ماذا يفعل من اجل قضية فلسطين؟!! وهنا اتذكر قول اول ملك من عائلة سعود الذي قال وكتب بخط يده: "لا مانع لدي من اعطاء فلسطين لليهود المساكين". هذه هي جذور هذه الشجرة الفاسدة الحاكمة في السعودية.