نمو الحركات والتنظيمات الاجتماعية والسياسية للطبقة العاملة في جميع البلدان وخاصة الدول الرأسمالية، يدفع الطبقة البرجوازية للقيام بمحاولات بائسة، ودسائس خسيسة ومؤامرات دنسة ونشاطات وممارسات إعلامية وطروحات تسعى إلى إحداث البلبلة الفكرية، من خلال عملائها داخل المنظمات العمالية والأحزاب اليسارية بهدف إفشال وإضعاف هذه النشاطات والفعاليات وتحييد أو محاولة تهميش من يحمل الفكر الواضح، والممارسة المبدئية المثابرة والثورية، بحجج مختلفة، وأقلام مأجورة، خدمة لاستمرار سيطرة طبقة رأس المال والمستثمرين والانتهازيين من الطبقة الوسطى، فلذلك علينا أن نبقى متمرسين ومتعمقين وأمناء لمبادئ الفكر الماركسي اللينيني بالعمل والممارسة مبتعدين عن النفاق الاجتماعي والرياء والكذب والتكتلات والحلقات. ففي المجتمع الرأسمالي لا بديل عن النضال الطبقي المدروس والمثابر والواضح من اجل كسب ثقة الطبقة العاملة وثقة الجماهير الشعبية الواسعة.
وما يسمى بالديمقراطية في المجتمع الرأسمالي، هي ديمقراطية تخدم طبقة رأس المال، والاستغلال الطبقي للعمال وجماهير الشعب الواسعة فلذلك النضال في هكذا مجتمع لا يمكن ان يكون فقط احتجاجا حول قضايا اجتماعية، أو من اجل تحسين ظروف السكن، أو تحسين الخدمات الاجتماعية، أو الصحية أو التعليمية، بل يجب ان يكون ويرتفع إلى مستوى النضال الطبقي السياسي الثوري الشامل، الذي يهدف في النهاية الى حيازة السلطة وإحداث التغيير الثوري للمجتمع الرأسمالي، والظفر بالسلطة السياسية.
لقد أعرب ماركس وانجلز بأقصى الدقة العلمية بقولهما ان أوفر الجمهوريات الديمقراطية ليست سوى آلة لقمع الطبقة العاملة من جانب البرجوازية لقمع سواد الشغيلة من جانب حفنة من الرأسماليين (راجعوا مقدمة انجلز لمؤلف ماركس "الحرب الأهلية في فرنسا" – ص 366). إن كل دولة، بما فيها الجمهورية الأوفر ديمقراطية ليست الا آلة قمع في أيدي طبقة رأس المال ضد الطبقة العاملة. إن البرلمان البرجوازي حتى وان كان أكثر البرلمانات ديمقراطية في أكثر الجمهوريات ديمقراطية هو آلة في يد حفنة من المستغلين لقمع ملايين الكادحين ما دامت ملكية الرأسماليين الخاصة وسلطتهم قائمة والحق الانتخابي هو احد أدوات الدولة البرجوازية، فالديمقراطية البرجوازية والبرلمانية البرجوازية، والتي تسمح للطبقات المضطهدة بممارسة حق الاقتراع، تكون نتيجتها في النهاية وصول ممثلي الطبقات المالكة وأصحاب رأس المال "سيحتل ويقمع الشعب في البرلمان" (راجعوا مؤلف ماركس "الحرب الأهلية في فرنسا" - صفحة 367).
كتب ماركس: "إن تطور البروليتاريا الصناعية مشروط، على العموم، بتطور البرجوازية الصناعية ففي ظل سيادتها فقط، تكتسب البروليتاريا الصناعية وجودًا قوميًا واسعًا قادرًا على رفع ثورتها إلى مستوى ثورة وطنية عامة، وفي ظل سيادتها فقط تصنع البروليتاريا الصناعية وسائل الإنتاج العصرية التي تشكل في الوقت نفسه وسائل تحررها الثوري".
وعندما تتمكن الطبقة العاملة من جذب واستنهاض وكسب ثقة الجماهير الشعبية الواسعة والواقفة بين البروليتاريا والبرجوازية، ضد سيادة رأس المال، فقط عندها تستطيع الطبقة العاملة مع الشعب تحقيق تحررها الثوري، وإحداث الثورة الاجتماعية، القفزة النوعية نحو مجمل المستقبل، من خلال القضاء على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج من اجل بناء مملكة الحرية على الأرض – المجتمع الشيوعي – وتنتصر الراية الحمراء.
موسومة تحت
